"مكتب إعلام الأسرى": البرغوثي تعرض لمحاولة اغتيال في السجون الإسرائيلية
"مكتب إعلام الأسرى": البرغوثي تعرض لمحاولة اغتيال في السجون الإسرائيلية
أعلن مكتب إعلام الأسرى الفلسطينيين، عن تصاعد خطير في الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها الأسيران عبد الله البرغوثي والقيادي حسن سلامة داخل السجون الإسرائيلية، موضحًا أن كلاهما يخضع لظروف احتجاز قاسية تلامس حدود التعذيب الجسدي والنفسي، وسط تدهور خطير في حالتهما الصحية.
وأكد المكتب في بيان رسمي، اليوم الخميس، أن الأسير عبد الله البرغوثي، القابع في سجن "جلبوع"، يواجه ما وصفها بـ"محاولة اغتيال ممنهجة"، عبر الضرب المبرح والإيذاء الجسدي المتعمد، إلى جانب إدخال الكلاب البوليسية إلى زنزانته لنهش جسده الذي بات مغمورًا بالدماء.
ونقل البيان عن الضباط الإسرائيليين توجيههم عبارات مهينة للبرغوثي مثل: "كنت قائداً سابقاً، اليوم أنت صفر.. يجب أن تموت"، في دلالة على الاستهداف المعنوي المرافق للتعذيب الجسدي.
وضع صحي متدهور
وشدد المكتب على أن حالة البرغوثي الصحية "حرجة للغاية"، حيث يدخل في غيبوبة متكررة، ويفتقر لأبسط وسائل الرعاية الطبية.
ولفت إلى أنه ينام جالسًا على الأرض مع انحناء رأسه بسبب الألم، ولم يتمكن من الاستحمام منذ 12 يومًا، ويعجز عن المضغ، ما اضطره لنقع الخبز بالماء وشربه كوسيلة للبقاء على قيد الحياة.
ويُعد البرغوثي (53 عامًا)، من أبرز قادة كتائب عز الدين القسام سابقًا في الضفة الغربية، ويقضي حكمًا بالسجن المؤبد 67 مرة، إضافة إلى 5200 عام، لدوره في عمليات مسلحة أدت إلى مقتل 67 إسرائيليًا بين عامي 2000 و2003، وفق الحكم الإسرائيلي.
تعذيب وتجويع في السجن
في سياق متصل، أكد المكتب أن الأسير حسن سلامة، الذي يُحتجز في سجن "مجدو"، يتعرض منذ شهور لتعذيب ممنهج داخل العزل الانفرادي، حيث يتلقى الضرب المبرح بشكل دوري، وتعرّض خلال الشهرين الماضيين لستة اعتداءات متتالية، دون أدنى رعاية طبية أو رقابة حقوقية.
وأضاف أن سياسة التجويع الممنهجة أدت إلى تدهور صحته بشكل حاد، إذ انخفض وزنه إلى 62 كيلوغرامًا، وتساقطت أسنانه، وضعف بصره بشكل ملحوظ، إلى جانب معاناته من هزال شديد وصداع مزمن، وحذّر المكتب من أن استمرار هذا الوضع يهدد حياته بشكل مباشر.
ويُعتبر سلامة أحد قادة كتائب القسام في قطاع غزة، وقد اعتقل عام 1996 في الخليل، وحُكم عليه بـ48 مؤبدًا و30 عامًا إضافيًا، قضى منها 13 عامًا في العزل الانفرادي.
ويُنسب إليه قيادة "عمليات الثأر المقدس" ردًا على اغتيال القيادي يحيى عياش، التي أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى الإسرائيليين.
مناشدة للمجتمع الدولي
ودعا مكتب إعلام الأسرى اللجنة الدولية للصليب الأحمر وكافة المنظمات الحقوقية الدولية إلى "تحمّل مسؤولياتها الإنسانية والقانونية" تجاه الأسرى الفلسطينيين، مطالبًا بزيارة فورية لهما وتقديم العلاج والرعاية الصحية، وإنهاء سياسة العزل والتعذيب.
وتُثير هذه الانتهاكات تساؤلات حادة حول دور المؤسسات الحقوقية الدولية، التي تكتفي بإصدار بيانات عامة، دون اتخاذ خطوات عملية لوقف ما وصفه المكتب بـ"الموت البطيء داخل السجون الإسرائيلية".
وتتزايد المخاوف من أن تتحول هذه الحالات إلى نماذج دموية جديدة من شهداء الحركة الأسيرة في ظل تواطؤ دولي وصمت مريب.